Thumbnail image

ختامها مسك في زين

2025-06-06 4 دقائق للقراءة

هذا الأسبوع كان آخر أسبوع لي في زين.

بعد 3 سنوات ونصف، أودّع زين وأنا ممتنة، ومليئة بالمشاعر المختلطة.
دخلت الشركة كمطورة تطبيقات موبايل، واليوم أخرج وأنا فخورة بمسيرة شاركت فيها في بناء فرق من منصات متعددة، وأنظمة قابلة للتوسع، وثقافة برمجية استثنائية، وتأثير تجاوز المنصات (iOS, Android, PWA, BE) و المسميات الوظيفية.

الرحلة كانت مزيج من التحدي، والتواضع، والامتنان.

اشتغلنا على أنظمة تخدم ملايين المستخدمين، أطلقنا مزايا تحقق دخل مربح، جربنا تقنيات قبل ما تنتشر، ودرَبنا جيل جديد من المهندسين والمهندسات، وكل هذا بفضل الله ثم سعينا وتصديقنا إننا نقدر.


محطات تستحق التوثيق

ساهمت في تطوير تطبيق زين للأندرويد ليصبح مستقرًا، قابلًا للتوسّع، وسهل الوصول، وفي نفس الوقت ساعدت الفرق الأخرى من المهندسين بالتوجيه وتبادل المعرفة.

من أبرز إنجازاتنا:

توليت قيادة فريق الأندرويد منذ البداية، وساهمنا جميعاً في بناء ثقافة هندسية قائمة على التأثير والاحترام المتبادل وإيثار الغير
حسّنا أداء التطبيق من شاشة رئيسية كانت تاخذ في تحميل البيانات مايقارب 60 ثانية، إلى أقل من 5 ثواني باستخدام طبقة التخزين على الجهاز (caching layer)
أطلقنا مزايا حققت أرباح من التطبيق، مثل تجديد نظام الدفع، التكامل مع برنامج الولاء للعملاء باستخدام نقاط مكافأة من الراجحي، والخدمات الترفيهية
درّبت أكثر من 25 زميل/ـة، من ضمنهم 15+ مهندس/ـة، بأكثر من 500 ساعة تدريبية. أؤمن أن المهندس الجيّد يصنع منتج، لكن المهندس العظيم يصنع ويمكّن جيلاً
حدّثنا قاعدة الكود من مكتبات وطرق تقليدية في البناء، إلى لغة Kotlin حديثة، وواجهات سلسة تستخدم Jetpack Compose، وهيكل برمجي واضح وقابل للتوسع
دعمت مبادرات الشمول التقني وساهمت في جعل التطبيق أكثر وصولاً لذوي الاحتياجات الخاصة، وتطوعت في مبادرات زين مثل Be My Eyes لمساعدة العمي وذوي الضعف البصري، وبرنامج زين Women in Tech لدعم الخريجات التقنيات لشق طريقهم في عالم التقنية
يخلو تطبيق زين حاليًا من الأعطال بنسبة (Crash-free rate) أكثر من 99%، وبلا مشاكل في سياسة متجر Play، وتوافق 100% في سياسات منصات نشر التطبيقات
أضفنا أدوات جودة وصحة الكود: SonarQube (درجة A+)، Ktlint (نظافة 100%)، وربط تطبيق Firebase App Tester تلقائياً بسير الإنتاج (CI/CD)
شاركت في دعم البناء الثنائي للتطبيق (GMS + HMS)، وهو مفيد جداً خصوصاً لأسواق الشرق الأوسط وأوروبا
زرعنا ثقافة مرحة وإنسانية: قناة ميمز، قناة أكاديمية رقمية، جلسات قهوة افتراضية، محادثات مفتوحة، وبوتات تهنئة بالأعياد والمناسبات
دمجت مشروع Flutter مستقل مع التطبيق الأصلي بسلاسة عبر Platform Channels، لخلق تجربة متصلة ومميزة

لما دخلت المشروع، كان تقييم التطبيق 2.3 على متجر Google. اليوم، وبعد كل التغييرات والتحسينات، وصل التقييم إلى 4.5+، وحققنا تزامن رائع بين Google Play و App Gallery.
ما كان سهل، بس صار لأنه سمعنا للمستخدم، واشتغلنا على الأداء، والتصميم، وسهولة الوصول.


ما وقفت على أندرويد

صحيح كنت القائدة التقنية لفريق الأندرويد، لكن تعاونت مع فرق iOS، والويب، والباكإند، وتدقيق الجودة، وفريق المنتجات.
قدت نقاشات تخص منطق الأعمال، وهندست أنظمة تشاركية، وساعدت في حل أعطال مختلفة مهما كان الوقت.

بنينا ثقافة يشارك فيها الجميع، مليئة بالفضول والاحترام.


أشياء الناس ما تشوفها

عشان نكون صريحين، ثقافة زين ما كانت تدعم العمل “عن بعد” بالكامل، وأنا كنت أشتغل من مدينة ثانية، فغبت أحيانًا عن الأحاديث العفوية، والظهور الداخلي في الشركة، وحسيت اني نُسيت لما جاءت سياقات الشكر الداخلية.
بس، رغم كل شيء، إن شاء الله إني خليت أثري واضح وصعب يُتجاهل.

واجهت تحديات شخصية، وإجهاد، وظروف صحية، وفترات فقد، وفي بعض الأوقات، حسيت إن التطور في المسارات المهنية ما كانت مُمهدة للي مثلي.
لكن استمريت، وبنيت، ودعمت، وحضرت. واليوم الحمدلله، أفتخر بالكود اللي كتبناه، والثقافة اللي زرعناها.


إيش رح أخذ معي؟

  • فهم أعمق لكيف تُبنى الفرق والأنظمة القابلة للتوسع ومعايير النجاح فيها
  • تجربة تسليم العمل سريعاً في ظروف استثنائية، ضغط وقت، ضغط موارد، ومتطلبات غير واضحة
  • قناعة إن القيادة ما لها علاقة بلقب، هي مسؤولية فعلية
  • نظرة إنسانية للناس خلف الكود، وفهم حقيقي كيف نحفزهم ليحققوا أكثر ويكبروا أكثر
  • وأهم شيء، كيف نشرح الديون التقنية بلغة يفهمها أصحاب القرار من خلفيات غير تقنية

لكل من اشتغلت معهم: شكرًا من القلب. تعلمت شيء رائع ومفيد من كل منكم.
ولكل فريق التطوير اللي باقي يكمل المشوار: واصلوا. أنتم قدّها.


ايش بعد كذا؟

بعد 3.5 من النمو، حسيت إني حققت تأثير أكبر من الوصف الوظيفي، وإن الآن الوقت المناسب أبدأ تحدي أكبر.

فصل جديد، وتأثير أشمل، ومسؤولية أكبر. ومنتج مفيد ومهم لشريحة أكبر من الناس.

أنا فخورة بكل اللي بنيناه، ومتحمسة للي جاي أكثر.
💛